التنمر

 التنمر هو عمل يقوم به أحد الأفراد أو مجموعة من الأفراد على آخر، ويتم التنمر عادة بسبب الاختلاف الاجتماعي أو الثقافي أو الديني أو الجنسي أو السياسي، ويكون التنمر عادة بغية السيطرة أو الانتقام أو الاضطراب النفسي. ويعتبر التنمر من المشكلات الاجتماعية الحديثة التي تؤثر على مجتمعاتنا وترتبط بشكل خاص بالأطفال والمراهقين.

قد تكون أسباب التنمر متنوعة، فمنها الرغبة في التألق والتفوق على الآخرين، والحصول على الاحترام والاعتراف، أو التعبير عن الغضب والاحتقان، أو السعي للتغيير والتعديل في سلوك الآخرين، وقد تكون أيضا نتيجة للعديد من الأسباب الإجتماعية والنفسية، مثل الكآبة والاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس، والمشاكل الأسرية والمدرسية، والتحدث بلسان الآخرين. لا يوجد أي إعتقادات كاملة بصرف النظر عما إذا كان التنمر يعود إلى حاجة الشخص إلى السيطرة أو الانتقام التي تفيد لتعزيز شعوره بالسلطة والثقة في النفس، أو إلى عدم الثقة بالنفس، أو حتى إلى العلاقة بين الأطفال وديناميات العائلة والأقران، وذلك بسبب أن عوامل التنمر تختلف باختلاف الشخصيات والبيئات التي يحيون فيها. ومع ذلك، يتفق غالبية خبراء التربية والنفس على أن التنمر يشكل خطراً على النفسية والصحة النفسية للأطفال والمراهقين، حيث يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على الضحية، مثل الخجل والعزلة وفقدان الثقة بالنفس والتدهور الأكاديمي والنفسي، وقد يؤدي ذلك إلى التعرض للعنف والانتحار. وبالإضافة إلى ذلك، يتداخل التنمر في العديد من المجتمعات المختلفة، ويكون له تأثير سلبي على التعاون بين الأفراد في المدرسة والمجتمع الأوسع، ويؤثر على نفسية الجميع، وقد يؤدي إلى خلق جو عنصري يؤدي إلى تفاقم المشاكل المجتمعية. للتغلب على التنمر، يجب العمل على تحسين التفاهم والتعاون بين الأفراد والمجتمع، وتشجيع الأطفال على فهم الاختلافات الثقافية والجنسية والدينية والسياسية والاجتماعية، وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية المهارات الاجتماعية والوجدانية والحسية للأطفال والمراهقين. يجب علينا أن نعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي للأطفال الذين يعانون من التنمر، وذلك بتشجيع التحدث عن تجربتهم مع الدرجة الأولى من أبنائهم وأصدقائهم، وتقديم المشورة للآباء والأمهات والمعلمين لمساعدة الأطفال في مواجهة التنمر، وتوفير الدورات التعليمية عن التنبؤ بالسلوك المزعج للأطفال. في النهاية، يجب أن تتعاون العائلات والمجتمعات والمدارس والحكومات معًا للقضاء على التنمر في المجتمع، وذلك بتحسين تعلم الأطفال والمراهقين، وبالمساعدة في بناء تقارب العلاقات الاجتماعية الصحية في المجتمع، وتشجيع الجميع على الاحترام والتقدير المتبادل للأنواع الأخرى وتحليل الإحتياجات الداخلية في الفرد، ولن تنتهي مشكلة التنمر إلا باشراك الجميع

تعليقات